الحبيب , سيرة الرسول , من هو محمد(ص), التعريف برسول المسلمين (ص)
هذا حبيبنا ...
إنه محمد : وهو المحمود حمداً بعد حمد فهو دال على كثرة حمد الحامدين له ، وذلك يستلزم كثرة موجبات الحمد فيه ، وأحمد تفضيل من الحمد يدل على أن الحمدَ الذي يستحقه أفضلُ مما يستحقه غيره ، وهو الذي حَمْدُهُ لربه أفضلُ من حَمْدِ الحامدين غَيْرِهِ ، فمحمد زيادة حمد في الكمية وأحمد زيادة في الكيفية ، فيُحمد صلى الله عليه وسلم أكثر حمد وأفضل حمد حمده البشر وهو الماحي الذي محا الله به الكفر، وهو الحاشر الذي يُحشَرُ الناس على قدميه ، وهو العاقب الذي ليس بعده نبي والذي يَخْـلُفُ من كان قبله فـي الـخَيْرِ، وهو قد عقب الأنبياء ، وكان آخرهم عليهم الصلاة والسلام وهو المتوكل : الذي يتوكل على ربه في كل حالة ، وهو نبي التوبة الذي فتح الله به باب التوبة على أهل الأرض ، وهو نبي الرحمة : الذي أرسله الله رحمة للعالمين، فرحم به أهل الأرض كلَّهم مُؤْمِنَهُمْ وَكَافِرَهُمْ ، وهو الفاتح : والذي فتح الله بهِ باب الهدى ، وفتح بهِ الأعين العمي والآذان الصم والقلوب الغُلْفَ ، وفتح الله بهِ أمصار الكفار وأبوابَ الجنة وطُرُقَ العلمِ والعملِ الصالح ، وهو سيد ولد آدم ، وهو المصطفى والمجتبى ، فلقد اصطفى الله من البشرية الأنبياء واصطفى من الأنبياء الرسل واصطفى من الرسل أولي العزم واصطفى من أولي العزم محمدا صلى الله عليه وسلم ، ثم اصطفاه ففضله على جميع خلقه ، شرح له صدره ، ورفع له ذكره ، ووضع عنه وزره ، وزكَّاه في كل شيء :
زكاه في عقله :مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى[ النجم: 2]
زكاه في صدقه : وَمَا يَنطِقُ عَن الهوىَ [ النجم: 3].
زكاه في صدره : أَلم نَشْرح لَكَ صَدْرَكَ [ الشرح: 1].
زكاه في فؤاده :مَا كَذَبَ الفُؤادُ مَا رَأىَ [ النجم: 11].
زكاه في ذكره : وَرَفعنَا لَكَ ذكْرَكَ [ الشرح: 4].
زكاه في طُهْرِهِ : وَوَضعنَا عَنكَ وزْرَكَ [ الشرح :2 ].
زكاه في علمه : عَلَّمَهُ شَديدٌ القُوىَ [ النجم: 5 ].
زكاه في حلمه : بِالمؤمِنينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ [ التوبة :128]
زكاه كُلَّهُ : وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلقٍ عَظِيمٍ [ القلم: 4 ].
فهو صلى الله عليه وسلم رجل الساعة ، ونبي الملحمة ، وصاحب المقام المحمود- الذي وعده الله به دون جميع الأنبياء-في قوله : {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا } [الإسراء-79].